تشهد المدن العراقية المنتفضة ارتفاعًا غير مسبوق في معدل جرائم استهداف الناشطين وملاحقتهم على أيدي الميليشيات المتنفذة، وكان آخرها جريمة استهداف بطل آسيا في كمال الأجسام مشتاق الغزاوي، الذي نجا من محاولة اغتيال، وقبله مع الناشط المدني أمجد الدهامات، الذي اغتاله مسلحون مجهولون في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء الماضي بسلاح كاتم للصوت. ويعد الدهامات أحد أبرز ناشطي الاحتجاجات الشعبية في محافظة ميسان جنوب البلاد.
إلى ذلك لا تزال تلك الحملات المنظمة التي اتهم بعض المتظاهرين ميليشيات موالية لإيران بتنفيذها، تستهدف الناشطين والمدونين في التظاهرات بمحافظات وسط وجنوب العراق.
كما طالت الاعتقالات العديد من الناشطين والناشطات بتهم تنوعت ما بين “تخريب الأملاك العامة والخاصة” و”التحريض على ضرب القوات الأمنية” وما بين تلفيق تهم جنائية بحقهم. ووفق عدد من الناشطين والمراقبين، فإن هذه الاعتقالات تهدف إلى منع تجدد المظاهرات.
ولعل أحدث عمليات الخطف تلك، تتمثل بالناشط المدني ضرغام الزيدي، الذي اختطف الأربعاء الماضي أثناء عبوره أحد جسور بغداد، خارجاً من ساحة التحرير.
وقبله الناشطة المدنية صبا المهداوي، التي اختطفت في 2 تشرين الثاني/نوفمبر ولم يعرف مصيرها حتى الآن. وقد نفذ العملية مسلحون مجهولون يستقلون 3 سيارات في بغداد، بحسب شهود عيان، حين كانت المهداوي تسعف المتظاهرين الجرحى وتقدم الخدمات العلاجية في ساحة التحرير. ولا يزال الغموض يلف مصير الناشطة سجى محمد وغيرها من النشطاء.
إلى ذلك، خطف الناشط علي هاشم، الأحد، في العاصمة، وذلك بعد أيام من اختطاف الناشطين ضرغام الزيدي وسمير الربيعي في بغداد عقب خروجهم من ساحة التحرير.
من جانبه، أشار ناشطون إلى أن القاسم المشترك لاختطاف هؤلاء هو دعمهم للاحتجاجات، وهو الأمر ذاته الذي يشترك به الضحايا المختطفون في الجنوب والوسط العراقي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
ولا يزال الغموض يلف مصير العراقيين الذين وصل عددهم إلى نحو 26 بين ناشط ومتظاهر تعرضوا للخطف منذ بدء الاحتجاجات. كما قتل ثلاثة ناشطين في البصرة وبغداد، فضلا عن وجود نحو 400 معتقل بين ناشط ومتظاهر ومدون في جنوب ووسط البلاد، بحسب مصادر أمنية عراقية، قالت إن العدد تقريبي وقد يكون أكبر من ذلك.
وتستخدم حكومة بغداد ميليشياتها الموالية لإيران لملاحقة الناشطين والصحفيين في التظاهرات، متجاهلة التحذيرات الدولية من تداعيات ذلك.
كما ودخلت إيران على خط الأوضاع في العراق، وبحسب تقارير لوكالات دولية نشرت مطلع تشرين الثاني الجاري، تؤكد على أن سليماني شارك باجتماعات في بغداد، وذلك لدعم حكومة عبد المهدي وإنهاء التظاهرات بكل الوسائل الممكنة.
وكالات