بدا أن الشارع العراقي، اليوم الأحد، غير مكترث تماماً بما يجري داخل المنطقة الخضراء من حراك سياسي أو حتى جلسة البرلمان الاستثنائية، التي وافقت على استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ومخاطبة رئيس الجمهورية برهم صالح بترشيح رئيس حكومة جديد بأسرع وقت ممكن، إذ لا تزال التظاهرات مستمرة في بغداد ومدن جنوب البلاد ووسطها على حدتها من دون تراجع، خاصة في الناصرية والنجف والبصرة جنوباً، وفي ساحة التحرير وسط بغداد، بحسب مصادر صحفية.
واكدت صحيفة عربية على إضرام محتجين النيران مجدداً، الأحد، في قنصلية إيران بمدينة النجف جنوبي البلاد، من دون تسجيل خسائر بشرية.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر أمني، وهو ضابط في شرطة النجف برتبة نقيب، إن “مجهولين أضرموا النيران في قنصلية إيران بالنجف، ولاذوا بالفرار قبل وصول القوات الحكومية”. مشيراً إلى أن القنصلية كانت خالية تماماً عند إشعال النيران فيها.
وهذه ثاني مرة يتم فيها إضرام النيران بالقنصلية في غضون أربعة أيام؛ حيث أضرم متظاهرون النيران فيها ليل الأربعاء الخميس؛ ما أدى لاحتراق أجزاء واسعة منها.
وفي النجف أيضاً سقط نحو 20 جريحاً في مواجهات مع حراس مرقد محمد باقر الحكيم، الذي تعرض للحرق على أيدي ذوي متظاهرين، قتلوا خلال محاولتهم اقتحام المرقد، يوم أمس الأول الجمعة.
وشهدت مناطق صفوان والزبير وأم قصر والمدينة في البصرة تظاهرات وتجمعات كبيرة داخل ساحات الاعتصام، تخللتها إقامة صلوات الغائب على ضحايا التظاهرات الأخيرة في النجف وذي قار.
في المقابل، شهدت القادسية تظاهرات واسعة أغلق خلالها المتظاهرون مبنى المحافظة وعلّقوا لافتات كتب عليها “مغلق باسم الشعب”، فيما أحرق آخرون بمدينة الديوانية أيضاً منزل قائد في الجيش اتّهم بالتورط في قمع التظاهرات، وأصدر القضاء بوقت سابق أمر اعتقال بحقه، وهو الفريق الركن جميل الشمري.
كذلك شهدت السماوة مناوشات بالحجارة مع القوات الحكومية لمنعها من الاقتراب من مبنى محافظة المثنى، والحال نفسه في الكوت وقضاء الغرّاف.
وشهدت الناصرية تظاهرات واسعة سقط خلالها نحو 20 جريحاً أمام مقر قيادة شرطة المحافظة، بينما شهدت كربلاء قطع طرق رئيسة في المدينة من قبل المتظاهرين.
وفي بغداد شهدت ساحات التحرير والخلاني والوثبة تظاهرات واسعة شارك فيها طلاب جامعات ومدارس.
وبدت الشعارات المرفوعة في غالبية مدن التظاهرات متشابهة من حيث المضمون، وهي رفض الاكتفاء بخطوة استقالة الحكومة والمطالبة بإقالة الرئاسات الثلاث كلها، وإجراء انتخابات مبكرة بقانون انتخابات جديد وواضح، وإنشاء محكمة خاصة بقضايا الفساد وتقديم المتورطين للمحاكمة، ومنع سفر المتهمين.
بالتزامن، شهدت مدن الفلوجة والرمادي وتكريت والموصل إقامة وقفات تأبين بالجامعات وساحات عامة مختلفة حداداً على ضحايا النجف والناصرية، وسببت استنفاراً أمنياً واسعاً من الجيش والشرطة بررته قيادات أمنية في تلك المحافظات بأنه لحمايتهم من أي اعتداءات إرهابية.
وبحسب مصادر لوكالة رويترز الدولية، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا التظاهرات منذ تشرين الأول الماضي، إلى 436 قتيلًا ونحو 19 ألف جريح.
وكالات